الكاردينال
راتزنجر
مقابلة جديدة مع
الكاردينال راتزنجر.
في ما يلي نبذة مأخوذة مِن مقابلةٍ مع
الكاردينال راتزنجر، نُشِرَت في المجلةِ الإيطاليةِ المُوَزَّعةِ على نحو واسع،
" Giorni30"
في العدد رقم 1، عن شهر كانون الأوَّل من العام 1999.
مِنَ الممكن أن يتضمَّن السؤال الأخير بعض
الإحراج، لِكونه يتعلَّق بشخصيَّة نبويَّة معاصرة – "فاسولا ريدن" من
طائفة الروم الأرثوذكس. هي في نظر العديد من المؤمنين والكثير من لاهوتيّي وكهنة
وأساقفة الكنيسة الكاثوليكيَّة رسولة المسيح.
رسالاتُها التي تُرجِمَت إلى 34 لغة منذ العام 1995، أصبحَت معروفةً في العالَم
أَجْمَع؛ ومع ذلك، فقد أعلن المجمع الكاثوليكي لعقيدة الإيمان ، موقفًا سلبِيًّا
حيال هذه المسألة.
وبلاغ سنة 1995 الَّذي يتناولُ النّقاطَ المبهمة والنَّواحي الإيجابيَّة
لِكتاباتها قَدْ تَرجَمَه بعض المعلِّقين على أنَّه إدانة. فهل هذا هو واقع
الحال؟
راتزنجر: إنَّك تتطرَّق الآن إلى موضوع دقيق. كلا، فالبلاغ هو بِمثابة
تَحذير وليس إدانة. فَمِن وجهَة نظر بَحْت إجرائيَّة ، لا يُدان أحدٌ دون
مُحاكمة ودون أنْ يُتاحَ لَه الْمَجال مُسبقًا لِعرضِ أَفكاره. ما نَقُوله هو
بإنّ هناك العديد من ِ النقاط المبهمة. كما أنَّ هنالك بعض العناصر الرؤيويَّة
والظواهر الكنسيَّة الغامضة. تَحتوي كتاباتها العديد من الأشياءِ الجيدةِ لكن
القمح والزوءان مَخلوطان. لِهذا السَّبب دعَونا المؤمنينَ الكاثوليك للنظر إلى
الرَّسائل بِحذر وَقِياسها بِمقياسِ إيمان الكنيسةِ الثّابتِ.
هَلْ لا يزال السعي لتَوضيح المسألة مُستمرًّا ؟
راتزنجر: نعم، وإلى حين تتوضَّح الأمور، على المؤمن أَنْ يتوخَّى الحذر،
متخذًا على الدوام موقف المتبصِّر. ما من شكٍّ أنَّ ثَمَّة تطور في الكتابات
التي يَبدو أَنَّها لَم تنتهِ بَعد.
يَجِبُ أَنْ نَتذكّرَ أنَّه، حتَّى ولو كان بِمَقدورنا أنْ نعكسَ كلمةَ وصورةَ
إتِّصالٍ داخليّ مع اللهِ، حتَّى في حالةِ اختبارٍ صوفِيّ حَقِيقِيّ، فَإنَّ ذلك
يتوقَّف دائما على إمكانيَّات النَّفس البشريَّة ومَحدوديَّتها.
وحدها كلمةِ الوحي الحقيقيةِ، كما نتلقّاها في الإيمان الَّذي تنقله لنا
الكنيسة، تستحق الثقة غير المحدودة.
تصريحات سابقة
للكاردينالِ راتزنجر:
" قِيلَ
الكثير بشأن البلاغ المتعلِّق بفاسولاِ، غير أن الكاردينال راتزنجر، مدير مَجمع
عقيدةِ الإيمان، المجمع الَّذي أَصدرَ تلك الوثيقةِ صرَّح بعد صدورها
"يُمكنكم
الإستمرار بتعزيز كتاباتِها"
جاءَ ما يلي على لسان بعض أعضاء جماعة صلاة
في غوادَلخارا Guadalajara،
المكسيك، الذين تأثَّروا بقوَّةٍ منذ العام 1992 برسالاتِ "الحياةِ
الحقيقيةِ في الله" وهم من حينها يَنشطونَ في تَعزيز تَرْجَمَة، طَبع
وتوزيعَ الرّسالاتِ في أنحاء المكسيك. كما وقد شاركَت الجماعة في تَنسيقِ زيارات
فاسولا ريدين الثلاث إِلى المكسيك، حائزين من القساوسةِ والأساقفة والكرادلة على
الإذن الازم لِشهادتها في الكنائسِ.
كما قد طَلبَ أعضاء الجماعة إرشاد الكاردينالِ راتزنجر عندما قصدَ مؤخراً
غوادَلخارا بِخصوص الموقف الذي عليهم إتِّخاذه بشأن بلاغ 6 تشرين الأول 1995 (
الصادر عن مَجمع عقيدة الإيمانِ، الذي هو فيه الكاردينال المدير).
فيما يلي مقتطف من رسالتهم ومن رَدّ الكاردينال راتزنجر عليها، والذي سلّمهم
إياه شخصيًّا:
"إلى نيافة الكاردينال جوزيف راتزنجر:
. . . . . نحن مجموعة من 14 شخص ملتزمين بأبرشياتنا وراغبين أَنْ نشهدَ بأنَّ
هذه الرّسالاتِ قَدْ سَاعدتنا للغاية. نَحفظ طاعتنا وحبّنا للبابا بالإتحادِ مع
يسوع ومريم، ونَحيا بيسوع في سر ِّ القربان المقدسِ وفي كَلِماته، في الوصايا
وفي صَلاة الورديَّة المقدّسةِ.
لقَدْ إختبرنا عدَّة اهتداءات قوية وحقيقية. وهناك أيضا شهادات مهمَّة عن
ارتداداتٍ لِماسونيين، وشهود يهوه وبروتستانت، وهم في غالبيتهم أناس مهنيِّين.
العديد من قرّاءِ "الحياةِ حقيقيةِ في الله"ِ قَدْ اختبروا العطش
الحقيقي ليسوع بالإتحاد مع الباباِ والكنيسةِ.
أربكنا تَبليغُ 6 تشرين الأول الذي نُشِرَ في ألـOsservatore Romano"" وبِتنا
نَسْألُ ذواتنا؛ أي موقفٍ يَجِبُ أَنْ نَتبنّى؟ فماذا توصينا
إنَّنا نتوسَّل يسوع ومريم كي يُنيرونا لَنَعمَل إرادة ألله خاضعين بوداعة
للكنيسةِ.
على أمل الحصول على ردِّكم الكريمِ، نُحيّيكم من قلبنا بكلِّ إخلاص،
الإمضاء :
Lic Javier Pelayo Jones
Mrs Maria del Carmen de
la Torre de Pelayo
9 أيار 1996.
فور إطِّلاعنا بواسِطَة الأخبار المحليةِ
أنَّ مدير مَجمَعِ عقيدة الإيمانِ، ألكاردينال جوزيف راتزنجر، قَدْ جاِء إِلى
مدينتنا غوادالخارا Guadalajara،
في المكسيك ليَترأسَ إجتماع الـ"CELAM" ( مؤتمر
الأساقفةِ الأمريكيين من أصل لاتيني)، آمنَّا أنَّها مِن قَبِيلِ المناسبة
والعناية الإلَهيَّة أنْ نَتَمَكنَ من الإدلاء بِشَهادتِنا أَمامه كقرّاء
للـ"حياةِ الحقيقيةِ في اللهِ" (كتابات السيدة فاسولا ريدن)
ولنَسْأله، في الوقت عينه، أي موقف علينا أخذَه على ضوءِ البلاغِ المنشور في
23-24 تشرين الأول 1995 في صَحيفة الـ Osservatore Romano"".
عند الساعة الحادية عشر والنصف من قبل ظهر أمس، الخميس 9 أيار، نحن السَّيد
لِيْك جافيِيْه بِيلايُو جُونْز، والسَّيدَة كارمِن دِي لاتورِي دي بِيلايُو،
وبَاتريسِيا سَالُونِن دي ريفيرا (اللغوي سويسري متعدّد اللغات) ذَهبنا إلى بيتِ
التّمرينِ الرّوحيِ " Casa
de ejercicios espirituales" في Guadalajara، حيث كَان الإجتماع
منعقدًا.
بِواسطَة رسول، حَمَلنا إِلى الكاردينال راتزنجر، الَّذي كان في غرفةِ
المؤتَمراتِ، رسالةً مُرْفَقَةً بالكتب الثّلاثة الأخيرة التي طُبِعَتِ في
جوادالاجارا : "صلوات مأخوذَة مِن كتاب الحياة الحقيقية في الله"،
"قلب يسوع الاقدَس في كتاباتِ فاسولا، "لاهوتيون يدافعون عن فاسولا
ريدن". ولِدَهشَتنا، عاد الرَّسول ليُخبرنا أنَّه قَدْ سَلّمَ الرِّسالة
باليَد إِلى الكاردينالِ الَّذي بَعثَ إِلَينا جوابَه: "سَأَقْرأُ الكُتُب
وأتَّصلُ بِكم".
وعِند السَّاعة العاشرة والنصف من بعد ظهر اليوم نفْسه، دُهِشْنا إذ تلقَّينا
اتِّصالاً بأمرٍ من الكاردينالِ راتزنجر، يَستَدعينا لِمُقابلتِه عند السّاعة
"الرابعة إلاَّ ربعًا" من بعد الظهر. وَصلنَا في الوَقت الْمحدَّد
للإجتماعِ، لِنُبَلَّغ بتأسُّف أنَّه ولِظُروفِ قاهرة، تعذَّر على الكاردينال
موافاتنا كما كان مقررًا، وأنَّه علينا انتظار إتصال آخر منه؛ الَّذي جاءَ
باكرًا في الصّباح التالي ( الجمعة، 10أيار )، يَطلبنا فيه إِلى إجتماع عند
العاشرة والرّبع من قبل الظهر. وَصلنَا برفَقة الأب تيبيريو موناري.
استَقبلَنا الكاردينال راتزنجر بِحَرارةٍ في خلال إستراحة المؤتَمر عند العاشرة
والنصف من قَبل الظهر، معتذرًا عن ضيق الوقتِ المتوفرِ ومُقترحًا الَتكلّم
بالإيطاليَّة تَسهيلاً للحوار. أخبرنا بالتّالي:
"إنطلاقًا مِمَّا قَدْ اخبرتموني به في رسالتكم حول الشّهاداتِ
والإهتداءات فإنَّ ذلك جيّد جداً. إنَّنا نُريدُكم فَقَط أَنْ تُتابعوا بفطنة،
وألاَّ تَأخذوا ككلمةِ اللهِ ما هو مُعتَبَرٌ حتَّى الآن أمرًا إنسانِيًّا
وشخصيًّا. ما قُلنَاه هو أنّه عليها ألاَّ تَشْهدَ في الكنائسِ أي (داخل
الكنيسةِ ) لكِونِها أرثدوكسيّة ووضعها العائلي غير واضح حتى الآن كونَها
مطلَّقة- ونحن مازلنا ندرسه."
(cliquez ici pour en savoir
plus) / (click here for
further information)
"يُمكنكم الإستمرار بتعزيز كتاباتها،
لكن دائما بفطنةِ."
وختم مسْتِشْهدًا بـالقديس بولس: "لا تَخمدوا الرّوح، ولا تزدروا
النبوّات، بل اختبروا كل شيءَ، وتمسّكوا بالحسن" ( 1 تس: 5/ 19-21).
إستأذَنَنا بلطفٍ وانصَرَفَ مُجَدِّدًا اعتذارهَ مرة أخرى لضيق الوقتِ.
باتِّحاد دائم مع الباباِ في قلبَي يسوع ومريم، ومخلصين لكنيستنا.
الإْمضاء:
Lic
Javier Pelayo Jones
Mrs Maria del Carmen de
la Torre de Pelayo
و Patricia Salwnin de
Rivera،
المكسيك، 10 أيار 1996 .
الكاردينال راتزنجر
يؤكد موقفه بالنسبة إلى كتابات فاسولا ريدن "الحياة الحقيقية في الله"
نَشَرت المجلة الدينية البرتغالية Annunciai a Boa Nova ،
140( تشرين ثاني 1997)pp.567-565.] النبذة التّالية:
في 10تشرين الأول 1997، في لقاء صلاة نُظِّمَ لفاسولا في برازيليا، عاصمة
البرازيل، أثار الأسقف المساعد مسألة موقفِ الكنيسةِ بخصوص كتاباتها. تَكلّمَ
سعادة الأسقف جُوَاوُ تِيْرّا Joâo Terra إِلى حشدٍ بلغ الآلاف. قَدّمَ
ملاحظاته بِهذه الكَلِماتِ: " أوَدُّ أَنْ اَقُولَ كلمة شكر، بصفتي
الأسقفِ المساعد، للبهجةِ التي نعيشها بحضورِ فاسولا هنا في برازيليا. بالتأكيد
إنها لنعمة كبيرة".
ثمَّ انتقل الأسقف ليَتكلّمَ عن موقِف الكنيسة:
"عَقَدنا
هذه السّنة الإجتماع الإقليمي للأساقفةِ مع الأب الأقدس. إستَفسَرتُ في ذلك
الوقت حول فاسولا.
قالَ الكاردينال راتزنجر:
" تلقَّيتُ جَبلاً
من الرَّسائلِ من الكرادلةِ. "
عندها سَأله الأسقف فيكتور تيلبيك من
أبرشيةِ فورموسا ( البرازيل ): "لكن أيّها الكاردينال، هَلْ يُفتَرَض بي أن
أغيِّرَ بالكامل ( مساندتي لَها )؟"، فأجابني الكاردينال راتزنجر:
"إستَمِرّ كما أنتَ فاعل حتَّى الآن، لكن فقط كن
حذرًا."
في ملاحظة، علَّقت المجلَّة قائلةً:
"إنَّ جواب الكاردينالِ راتزنجر هذا ينسجم تمامًا مع التَّوجيه الَّذي
أعطاه في المكسيك في 10 أيار 1996:
"يُمكنكم الإستمرار بتعزيز كتاباتها، لكن دائما
بفطنةِ."(انظر فوق للتفاصيل )
|