تعريف وُلِدَت في مصر، من أبوَين يونانيين، في 18 كانون الثاني 1942، وبحكمِ وظيفة زوجها الدوليّة قادَتْ حياتَها من بلدٍ إلى آخر: في مدى 16 سنة في أفريقيا: سييراليون، الحبشة، ليسوتو، الموزمبيك، السودان(Sierra Leone, Ethiopie, Soudan, Mozambic, Lesotho) ثمَّ قَضَت بَعدها بضع سنوات في آسيا، في بنغلادش. لفاسولا اليّوم وَلَدان. إنّها أرثوذكسيّة، عاشت في طفولتها حلمًا تعتَبرُهُ اليَوم نبوءة: حَضّرتْها فيه العذراء إلى عرسٍ مع المسيح. لكنّها كانت قد نسِيَته تقريباً. كانت امرأة مغمورة من المحيط الرفيع في هذا العالم: رسّامة مُلهمة، مغمورة بالعلاقات الدنيويّة وبالنجاح، بطلة في كرة المضرب، عارضة أزياء في عاصمة بنغلادش، أمور عديدة تجاوزتها اليوم: مذ حضّرها ملاكها الحارس في بنغلادش، في تشرين الثاني 1985، لمهمّتها من خلال الرسائل، التي من أجلِها كانَت يَدها تتَحرّك لا إراديًّا. بعدها، تابع المسيح تسيير يدها، كما أنّها تعلّمت سماع صوته. وأصبحت تعيش فقط مِن أجله، تُصلّي مدّة ستّ ساعات يوميّاً، يتخلّلها الحِوار الذي تتلقّى فيه هذه الرسائل. تُظهر قامتها الشقراء توازناً متناسقاً، نتيجة سلامٍ عميق، ويُرافق اتّزانها المكتمل، ورصانتها، وتواضعها، ثقة داخليّة كبيرة. لم تتلقَّ فاسولا أيّ تثقيف ديني. إنّ الرسائلَ الَّتِي تكتبُها تَفوقُها، وهي بالنسبة لها نعمة تضْطلِع بها بِقوة خفيّة. بالرّغم مِن كَوْنِها تَنتَمي إلى عائلةٍ أرثوذكسية، لَم تطأ قدمُها الكنيسة مدَّةَ ثلاثين سنة(1955-1985) إلاَّ تَتمِيماً لِبعضِ الواجِبات الدنيويّة، كَعرس أو دفن. أدّت بِها الإيحاءات الخاصة إلى اهتداءٍ كلّيٍّ. لم تعُد تصبو إلاّ لملاقاة يسوع في الحياة الأبديّة التي بدأتْها منذ الآن. إنّها تُدرك حدودها، الحدود على أنّها إيحاءات خاصة، بحسَب شخصيّة كلّ راءٍ: علامة الأداة. لا تحْمل شهادات عالية، أو سلطة شرعيّة. بل سلطة النور المُتّحد برسائلها، المُوَجّهة بكلّ حرّية إلى البعض أكثرَ مِنهُ إلى البعض الآخَر، والخاضعة لتمييزهم. تَقبَل الانتقادات متّكلة على قائدها: المسيح، وعلى نصائح مُرشدها الروحي. مقابلة مع فاسولا ³ كيف تقبَّلَ زوجُكِ حياتكِ الجديدة في الصلاة؟ ¨ يتقبَّلُها دون أن يشاركَ فيها. أمّا ولدِي البكر فيُشارك فيها. ) لديها ولدان، جان وفابيان، 18 و 13 سنة.) ¨ ثم تابَعَت، والأخير يساندُنِي ويتولَّى الدفاعَ عنِّي في حال واجهَتنِي صعوبات. ³ ألَم تكُنْ لديكِ اتِّصالات روحيَّة وممارسات دينيَّة، لدى وصولكِ إلى بنغلادش؟ ¨ لَم أكُنْ أذهب إلى الذبيحة الإلهيَّة حتى في عيد الميلاد. ألملاك المطهِّر ³ متى بدأتْ إتِّصالات المسيح؟ ¨ خلال الأسبوع الأخير من شهر تشرين الثاني 1985، لكِن لَمْ يَكُنْ بعد المسيح. ³ ماذا حدثَ في ذلك النهار؟ ¨ شعرتُ وكأنَّ ذبذبات تجري في جسدي وراحت تخرجُ من يديَّ. كنتُ أكتبُ لائحةَ التسوّقِ، فارتجفتْ يَدي، أمّا القلم فبَقيَ ثابتاً وراحَ يكتبُ رسائلَ روحيَّة. كان ملاكي الحارس. ³ كيف علِمتِ أنَّه كان ملاكُكِ الحارث؟ ¨ لأنَّه كتبَ( بيدي): "أنا ملاكُكِ الحارث". اسمه دانيال. ثم جعلني أرسم رسمة تُمثِّله. ³ لكِن في الحقيقة، عضلاتُكِ هي التّي تعملُ عندما تكتبين! ¨ نعم، لكن ذلك لا يتوقَّف إنْ حاوَلتُ المقاومة. والأمر نفسه مع يسوع. راودنِي الشكّ مرَّة ورحتُ أتساءلُ: "مِن المستحيل أن تَحدثَ هكذا أمور معي". أرَدتُ تركَ القلم، لكِن يسوع، لِيشجِّعَنِي، تملَّكَ كلِّياً مِن القلم، وكتبَ بسرعة ليقول لي أنْ أُوقفَ التشكُّك. ³ لِنتكلَّمْ الآن عن الملاك… ¨ كان الملاك يُهيِّئُنِي. كان ذلك بمثابة تطهيرٍ لِي. أَرانِي خطاياي، كما نراها في المطهر. رأيتُ الخطايا التّي كانتْ تبدو لِي دونَ أهمية، بعيونٍ أخرى. رأيتها كبيرة، فآلَمني ذلك كثيراً ممّا جعلَنِي أشمئزُّ من نفسي. كيف استطعتُ أن أتصرَّفَ هكذا؟ كان ذلك تطهيراً كبيرًا. أثناء إملاء يسوع ³ كَم مِن الوقتِ طالَ ذلك؟ سنتين؟ ¨ كلا، فقط ثلاثة أشهر مع الملاك. ³ ومن تراءى لكِ عند نِهاية الأشهر الثلاثة هذه: ألعذراء؟ ألمسيح؟ ¨ أتى يسوع وسأَلَنِي: "أيُّ بيتٍ هو الأهم: بيتُكِ أو بيتِي؟" ³ وكنتِ ترينه في هذه الأثناء؟ ¨ نعم، داخلياَ. وأستطيعُ أنْ أَصِفَه. كما قلتُ لهُ: "تبدو غالِباً حزيناً. فأجابنِي: كلا، لسْتُ حزيناً عندما أكون مع نفوسٍ متواضعة، مع أشخاصٍ تُضحِّي وتحبُّنِي". ³ هل يبدو دائماً حزينًا؟ ¨ لديه غمّازات عندما يبتسم. ³ هناك ما يُسبِّب مشكلة في هذه الرَّسائل. قالَ لكِ المسيح مرّات عديدة إنَّه يتألَّم. لكن هل لا يزال يتألَّم الآن، وهو قائم من بين الأموات؟ ¨ لقد وجَّهَ إليَّ مرشدي نفس المعارضة: "كيف يتألَّم وهو ممجَّد؟" فأجابنِي: "أتألَّم لأنَّني متَّحد بكم، وأشعر عندما تعصونَنِي". ³ بدأَتْ رؤيتكِ لِيسوع ثلاثة أشهر بعد الملاك، إذاً في شباط 1986. كيف جرى هذا؟ ¨ إلى حينها كنتُ أخاف مِن المسيح، لكِن يوم أخذَ مكان ملاكي مِن غير علمي، قالَ لي بعد انتهاء الرِّسالة: "هكذا يجِب أن تكوني، حميمة معي". إنَّه يُشدِّد عل هذه العلاقة الحميمة. ³ حدِّدي بحدثٍ واقعيّ. سام وألوف ¨ في أوائل الرَّسائل، في بنغلادش، كان يسوع يُملِي عليَّ يوماً، فافتكرتُ فجأة أنَّ فرنِي مشتعل وصرختُ "آه!"، فسألني يسوع، "ما الأمر؟". "أعتقدُ أنَّ الطعام في فرني يحترق!" "فلننزل إذاً.." لكنَّه في نفس الوقت يُظهر قداسته. إنَّه حميم وقدّوس. ³ ماذا تعني القداسة لكِ؟ ¨ أن نعبدَ الله. ³ نعم، ألقداسة في الكتاب المقدَّس هي السموّ. هل تكونين في حالة انخطاف أثناء هذه الكتابات. هل تنقطعين عن العالم الخارجي، مثل رؤاة مديغورييه؟ هذا لا يبدو عليكِ؟ ¨ كلا، أرى ما يُحيطني، لكنَّني أَكون مأخوذةً بِيسوع وبرسالته، تقريباً، كما لو كنتَ تكتبُ على طاولةِ عملكَ ولا تفكِّر أبداً في المحيط الخارجي، رغم أنَّه يبقى حاضراً لِنظركم الحدّيّ. ³ لكنَّكِ تخضعين له كثيراً! لدى رؤاة مديغورييه، تثيرُ الظهورات خاصَّة الحرِّية؟ ¨ طلبَ منِّي ألاّ أَقوم بخطوةٍ دون أن أسأله. ³ لكن ألم تتحوَّلي إلى إنسان آلي؟ حتّى كتابتك أصبحت كتابة أحد آخر. مع أنَّها يدكِ، فخبير الخطوط لا يتجرّأ التأكيد أنَّها لِنفس الشخص(ملحق1لِـمونييه). ¨ نعم، لكنَّ يسوع قالَ لي وأرانِي بوضوحٍ أنَّ هذه الكتابة ليست كتابة آليَّة كما يدَّعيه البعضُ. قالَ لي يوماً: "أليوم ستكتبين رسالتي بخطِّكِ أنتِ، كي يَفهمَ الَّذين لَمْ يُدركوا بعد جيِّداً النّعمة الَّتي أنجزها معكِ؛ كما أنَّني منحتكِ أيضاً نعمةَ سماع صوتي. دعيني اليوم أملي عليكِ فقط. اسمعيني واكتبي." ³ أَرَتني هنا فاسولا دفترها حيث الكتابة تتغيَّر. في الرِّسالة التالية: تبدأُ هنا كتابتها الصغيرة: "فاسولا، أصبحَت اليوم الأيّام معدودة". وتبدأُ هذه الرِّسالة الَّتي بلغت صفحتين بِهذه الكلمات: " أكتبُ هذا للَّذين يعتقدون أنَّني أُسيِّرُ يدَكِ، دون أن تسمعي وتفهمي أنَّني أنا الربّ، ألهمُكِ. فلنتابع الآن في الطَّريقةِ الَّتي أُحبّ يا فاسولتي." وهنا تبدأ الكتابة الكبيرة. "سلامي معكِ، كونِي متيقِّظة". كلا، إنَّ فاسولا لا تخضع لِتسييرٍ ميكانيكيّ وآليّ. إنَّها ملهمة وليست كآلة. تُعبِّرُ بِعفويَّة تامّة. إنَّها حُرَّة، هادئة وسعيدة. تكون في حالة استقبال وليس خضوع. ليست مجبرة إطلاقاً، بل تستقبل الحبّ. هذا ما أوضحته لها. وهذه الرَّسائل، هل هي يدك الَّتي تتحرَّك أم إنَّكِ تسمعيها؟ ¨ أسمعها. ³ لكنَّكِ قلتِ أنَّ يدكِ كانت تتبدَّل إذا صحَّ القول. ¨ نعم، هذا متزامن. في البداية، كان يسوع يقود يدِي دون أن يملي عليَّ. فقالَ لي يوماً: "أُحبُّ أن تتعلَّمي سماعَ صوتي: ألصوت الداخلي". وخلال ستة أسابيع تعلَّمتُ سماعَ صوته. إنَّها إملاء، كلمة تلو الأخرى، وأحياناً تَمرُّ كلمات لا أفهمها فأبْحَثُ عنها في المنجد. ³ حتى في اللغة الأنكليزيَّة توجدُ كلمات لا تفهمينها؟ ¨ نعم، هناك كلمات لا أعرفها. منحني يسوع مرَّة مقطعاً بكامله دفعة واحدة، وعليَّ أن أكتبه قبل أن أنساه. لكن في حال نسيته، يذكِّرني في الكلمة الَّتي نسيتها. طلب منّي يوماً أن أتقدَّم من سرِّ الإعتراف، فعارضتُ، وأرَدتُ أنْ أمحيَ الجملة التي كنت قد بدأتُها فأوقفَ يسوع يدِي، كان ذلك وكأنَّ القلمَ وقعَ في ثقب. فدفعتُ القلم في يَدي الأخرى التي كانت حرّة، لكنَّ القلم لم يتحرَّك أكثر من دورة، ثمّ قفز وانقلبتْ يَدي إلى الخلف. ³ إنَّ الفرق في الشكل الخطّي جليّ. عندما تكتبُ فاسولا وهي تحت الإملاء، تكون الكتابة كبيرة وعالية. وعندما تكتبُ كي تشرحَ وتوضحَ تكون كتابتها الصغيرة الرفيعة والحسّاسة. إنَّ فاسولا تُعيدُ كتابتها مرَّتين: في ألمرَّة الأولى تكتبُ بسرعة وفي المرَّة الثانية تنسخها بإتقان، حاذفةً ما هو خاص. ¨ عندما أنسخ ما سبق وكتبته يُصحِّح لي. ³ لكنَّكِ أحياناً ترسمين قلوباً بين الكلمات، قلوباً كثيرة. ¨ إنَّها ترمز للقلب الأقدس. ³ وهل هذا يُفرض على يدكِ؟ ¨ نعم. أحياناً أخرى، تكون سمكة ( رمز المسيح ). ³ قلتِ لتوّكِ: إنَّه سام وقريب، قدّوس وحميم. كيف توَفّقين بين هذه الأُلفة والعبادة؟ ¨ أوّلاً كنتُ أكتبُ جالسة، الآن أكتبُ ساجدة أمام طاولةٍ صغيرة في غرفتي. في البدء، لم أكُن أسجد، لكِن بعد أن فهمت حقيقة الرِّسالة، فهمتُ عظمة المسيح. قالَ لي: "فاسولا، ألا أستحقُّ أكثر من ذلك؟" ومن حينها أبقى دائمًا ساجدة. ³ كم يدوم هذا… ¨ أربع أوخمس ساعات، أحياناً ستّ ساعات: أربع ساعات صباحاً وساعتين بعد الظهر. ³ إذاً، أنتِ لا تقومين بغير الكتابة، هل تُصلِّين، هل تطلبين؟ ¨ نعم، أعرض عليه كلَّ شيء. قالَ لي ألاّ أقوم بِخطوة دون أنْ أسأله: "تعالَي إليَّ، واستشريني فأقول لكِ". ³ هل سألته قبل أنْ تأتي إلى هنا؟ ¨ نعم، سألته فقال: "ثقِي واتَّكئي عليَّ ". تجربــــة ³ لقد تراءى لكِ مرَّة الشيطان. ¨ نعم، لقد هاجمني كثيراً. حتّى إنَّه منحني مرَّة أربعة أسطر كانت بشكلٍ عاموديّ. ³ وتحرَّكَت يدكِ؟ ¨ نعم، لكن يسوع علَّمني كيف أُميِّزه. عندما لا يكون يسوع أُصبِحُ باردة، وفور أنْ أُلاحظَ ذلك يبتعدُ الآخر. في أحد الأيام، تجرَّأَ وأتى بينما كان يسوع يملي عليّ. فالتفت يسوع نحوه وقال له: "أصمت!" فصمت فوراً. ³ إذاً ما أن تتنبَّهي للشيطان، يتركك؟ ¨ فوراً، لكنَّه يشتمني قبل أن يتركني. ³ ماذا يقول مثلاً؟ ¨ شتائم. أيَّتها "الكلبة Bitch ))"! وأشياء أخرى على هذا النهج. كان يحدث هذا خاصّة السنة الماضية. ³ إنَّكِ تتعرَّضين للشتائم، وليس للهجمات و العنف؟ ¨ هجمات؟ مرَّة، كانت شبه مادِّية. في إحدى الليالي، كان هنالك مثل طير جارح: نسر أتى وأخذني بحزامي، فاختنقتُ وعجزتُ عن التنفّس. فناديتُ اسم يسوع فتركني الآخر. لماذا نشر الرِّسالة ³ لكِن لماذا تنشرين هذه الدفاتر؟ ¨ لقد طلبَ يسوع، طوال ثلاث سنوات، نشر هذه الرسالة. في تشرين الثاني 1988، أَصرَّ أن يكون هناك لقاء صلاة مرَّة في الشهر. ³ هل كان اللقاء قبلاً كتوماً؟ ¨ نعم. هو وأنا، مع أربعة أو خمسة أشخاص فقط. في العائلة ³ هل يبقى زوجكِ بعيداً؟ ¨ نعم. إنَّه لوثَريّ. ³ وأولادكِ. ¨ إنَّهم يؤمنون ويدافعون عنّي، خاصة الصغير: يصبحُ كأسد صغير. عندما أكون في محادثة، يستمعُ من غرفته، ويأتي فوراً لِيدافع عنّي قائلاً: "ماذا يجري هنا؟" قالَ لي يسوع يوماً: "مريم هي أمّ الله".كان هذا جديداً بالنسبة لي. فأتى وَلَدي إلى غرفتي، حوالي الساعة التاسعة والنصف، وفي يده كتاب لـAstérix ، لِيسأَلني: "إنَّ مريم هي والدة الله، أليس كذلك؟") ³ لكن كيف علمَ ذلك؟ ¨ لا أعلم. لكن هذا أثَّر بي كثيراً. وفي اليوم التالي، وأنا أقوده إلى المدرسة، ذكَّرته: "أنتَ أتيتَ إلى غرفتي البارحة مساءً وسألتني هذا". فلم يتذكَّر إطلاقاً. ³ لَم يَعُد يعلم ما معنى هذا؟ ¨ كلا. ³ إذاً، هو موثوق بكِ جدًّا من الداخل؟ ¨ نعم. في ذلك النهار، تكلَّم يسوع من خلاله. ³ وماذا يطلب منك يسوع؟ ¨ أن أكون قدِّيسة. لقد أخافني هذا. اعتقدتُ أنَّه قَصَدَ بذلك: " اذهبي إلى دير، اتركي عائلتكِ". فرحتُ أتَهرَّب منه. ثم عدتُ وقلتُ له: "هل تريدني صريحة معكَ؟" فأجاب: :نعم." فقلتُ له: "ألا أستطيع أنْ أُحبَّكَ كما أنا؟" "طبعاً، هذا ما أريده، إنَّ القلب هو الأهم، ابقَي كما أنتِ". لكنَّه أضاف: "إن فسد الملح، فلأيّ شيء ينفع؟ ليست الثياب الأهم بل القلب". ألحياة اليوميَّـــة ³ لدى سماعكِ، نستطيع أن نقول إنَّك تعيشين في عالمٍ آخر. تُصلِّين أربع ساعات عند الصباح وساعتين عند المساء، وكيف تقضين بقيَّة وقتكِ؟ ¨ على الغداء، آكل شيئاً ما بسرعة. أتسوّق، لي ولأمي التعِبة، ليست مريضة لكنَّها لا تحسن السير جيِّداً. فأقوم بهذا التسوّق. وأعتني بولدي بعد المدرسة. ³ إذاً، أنتِ مأخوذة جدًّا. وفي الأيام الَّتي تذهبين فيها كسفركِ اليوم مثلاً، كيف تفعلين؟ ¨ ربّما أتلقى رسالة صغيرة، صفحة أو اثنتين، لكِن في اليوم التالي أتلقى أكثر بكثير. ³ هل يحدث ألاّ تتلقي أيَّة رسالة في اليوم؟ ¨ كلا، ولو لثلاث دقائق. لا أستطيع الإستغناء عنها. ³ وفي القطار الَّذي ينقلكِ، هل تستطيعين أن تكتبي؟ ¨ ليس فقط أن أكتب، أستطيع أن أُركِّزَ لأسمعَ صوتَه وأتَحاور معه وأراه داخليًّا. لقد علَّمني أن أتكلَّم بـ"نحن": "سنذهب"، "سنحضر القهوة". دائماً نحن (us,we). لماذا؟ كي لا أنساه أبداً، حتى عندما دخلتُ الباص مرَّة طلبتُ بطاقة واحدة. فضحكتُ وقلتُ له: "هل رأيتَ لقد نلنا منه، طلبتُ بطاقة، ونحن اثنان". فقالَ: "نحن واحد، نحن واحد فقط". ³ متَّحدان أم واحد؟ ¨ متَّحدان وواحد. ³ هل تصومين؟ ¨ ألأربعاء والجمعة على الخبز والماء. ³ كما في مديغورييه؟ ¨ نعم، كما في مديغورييه. ³ هل هذا بسبب مديغورييه؟ ¨ سألته إن كان يريدني أن أصوم كما يفعلون في مديغورييه فأجاب نعم. ³ لكِن كيف تفعلين مع عائلتكِ؟ ¨ في البداية، لم أكن أَتجرّأ، أمّا الآن فأفعل. ³ ما هي كمية الخبز الَّتي تأكلينها، واحد أو اثنين عند الوقعة؟ ¨ اثنان، وأعترف مرَّة في الشهر. ³ كما هو مطلوب في مديغورييه؟ ¨ نعم، طلبَ منّي يسوع أيضاً أنْ أُصلّي المسبحة الورديَّة. ³ لكن الصوم، أنتِ مَن سأله عنه؟ ¨ نعم، سألته: "هل تريدني أن أصوم؟" فأجاب: "نعم، هذا يفرحني". ³ لكن ألا تعلِّمينَه للآخرين. ¨ نعم أُعلِّمه. الأب رينيه لورنتين Abbe Rene Laurentin |