|
|
|
فاسولا، يَجب أَنْ تُثَبَّتَ ظهوراتِي وظهوراتُ أُمّي في "غربندال". فاسولا، إسْمَعينِي. في كلِّ مرَّة ظهرَت فيها أمّي على النّفوس الَّتِي اخترتُها، مشعَّةً عليهم بنعمِها، كنتُ واقفًا بقربِها، لَكِن لَم تستطِع رؤيتِي أيُّ عين . أحيانًا ظهرتُ بشكلِ طفل، لأبارِكَ الَّذين يُمجِّدونَنِي. ابنتِي، أرغبُ في أَنْ تكرَّمَ أكثرَ أماكنُ الظهوراتِ هذه . أرغبُ في أن يكرِّمَنِي الكرسيُ المقدّسُ ويبارِكَ هذه الأماكنَ المقدَّسة. فاسولا، لا أقصِدُ فَقَط "لورد" و"فاطيما" بَل أَيضًا "غربندال". أتيتُ لأمَجِّدَ ظهوراتِ غربندال. أرغبُ في أَنْ أرى الكرسيَ الرسولِيَّ يأتِي ويباركُ هذا المكان، مصحِّحًا كل ما تشوَّهَ وأُعلنَ خطًا مِن النُّفوس الكهنوتيَّةِ الَّتِي تَجرحُنِي، لِيرفَعوا الشَكَّ ويَمحوا الإساءاتِ الَّتِي توجَّهَتْ ضدَّ الظهورات. هل سيفعلُ الكرسيُ الرّسولِيُ ذلك لأجلي؟
ربِّي والَهي، كيف سيعلمون بكلِّ ذلكَ؟
فاسولا، اتركي هذا العملَ لِي. سأجدُ الوسيلةَ لِيعلموا ذلكَ . ابنتِي، أرغبُ من الكرسي الرسولِي، في كلِّ مرَّةٍ أعطيه فيها علامةً عَن حضوري، مهما كانَت صغيرَة، في أَنْ يُمجِّدَ هذه العَلامَة بِمُباركَتِها. أريدُ أَنْ يعلمَ العالَمُ بِحضوري، بغناي، برحْمَتِي وبأعمالِي الأزليَّة. أرغبُ من الكرسي الرسولِي أَنْ ينشرَ بقوَّةٍ العلاماتِ الَّتِي أُعطِيها، مغذِّيًا العالَم. أريدُ أَنْ تكونَ أرضي خصبة. لا تسمحوا لَهم أَنْ يقتلعوا الأزهارَ القليلَة الباقية. أريدُ أنْ تُروى هذه البرِّية. مَن سيسقي حديقتِي؟ لِماذا يُهمِلون أَزهاري؟
مَحبوبِي يسوع، إنْ لَم أَكنْ مُخطئة، فقد لزِمَهُم سبعُ سنين[1] ليثبتوا عجيبةَ فاطيما. إلَهي، أتوقَّعُ الرَّفض، اللومَ والصعوباتِ قبلَ أَنْ يوافقوا.
زهرتِي، لا تغتمِّي، دَعينِي أُساعدُكِ. فاسولا، إنّنِي أبلغُ أهدافِي دائمًا.
إلَهي، كم أتَمنّى أَنْ يُحبَّك الجميع، أَنْ يعترفوا بكَ وأَنْ يعودوا إليك.
آه، يا ابنتِي، كم أتَمنَّى ذلكَ أيضًا!
) بدا اللهُ تائقًا لأن يتمَّ هذا !)
كم أرغبُ في أَنْ يعرفَ العالَمُ أنَّكَ دائمًا حاضرٌ بقوَّةٍ بيننا. كم أنـَّك تُحبـّنا! كم أرغبُ في أَنْ يدركوا أنَّنا لسنا سوى عابرين على هذه الأرض، وأنَّكَ تنتظرُنا. كم أرغبُ في أَنْ يُحبّوا بعضُهم بعضًا، أَنْ يعودوا عَن كرهِهم وعَن أنانيتِهم، أَنْ يعيشوا من أجلِ بعضِهم البعض، أَنْ يَحمِلوا همومَ بعضِهم البعض، أَنْ يعبدوكَ أنتَ يا أبانا، وأَنْ يتَّحِدوا، كم أرغبُ في أَنْ يؤمنوا بعلاماتِكَ وأَنْ لا يُخبِّئوها معتقدين أنَّهم يُسْدُونَكَ خدمة. كم أرغبُ في أَنْ يدركوا كم انَّهم مُخطئون، وأَنْ يروا أخيرًا غناكَ!
فاسولا،
إنَّ رغباتِكِ هذهِ هي منِّي، فهي تتسرّبُ فيكِ. أحفظُ شعلتِي مضطرمة فيكِ يا
مذبَحي، إلى الأبد.
انشري كلماتِي." أنا الرَّبّ، أُباركُ أولادي في
غربندال".
يا ربّ، سأنـشرُها بِحسب قدرتِي. أنا بِحاجة للوسائل كي أستطيعَ نشرَها في كلِّ مكان.
فاسولا، لقد أعطيتُكِ شهودًا.
هل تقصدُ أصدقائي؟
وكذلك آخرين.
هل تقصد أشخاصًا مِن الكنيسة، كهنة ؟
نعم يا فاسولا، إنَّهم شهودُكِ .
نعم يا ربّ.
دَعينِي أنقش كلماتِي عليكِ.
يسوع، تذكّرتُ لِتوّي، ذلك الرَّجلَ الَّذي لا يؤمنُ إطلاقًا أنَّ هذا الكشفَ هو منكَ. إنَّه الشخصُ الأوَّل.
أعرف.
لَكِن لِماذا؟
لسببٍ بسيطٍ وهو أنّه عالِم .
آه يا إلَهي، لديَّ رغباتٌ كثيرة!
اسألينِي فقط .
فقط أسألُكَ؟
نعم يا محبوبتِي.
أيّ شيء؟
أيَّ شيء.
أرغبُ في تَغييرٍ نَحو الأفضل يا إلَهي. أرغبُ في أن تضطرمَ قلوبُ البَشرِ حبًّا بكَ وأَنْ يعبدَكَ ملياراتُ الأشخاص، ساجدين. أرغبُ في أَنْ يشعروا كما أشعر؛ كم أنَّكَ تُحبُّنا وقريبٌ منّا، وكم نستطيعُ أَنْ نكونَ حَميمين معكَ، كأب، كرفيق، كإله، ألكلّ في واحد. ألا تستطيعُ أَنْ تشرقَ بنورِكَ عليهم وتوقِظَهم كما فعلتَ معي؟ أريدُهم أَنْ يشاركوا بنفسِ السّعادةِ والمودّةِ الَّتِي بيننا. أرجوكَ يا أبِي، إنّهم أيضًا أولادُك. آمين.
فاسولا، إنَّ كلَّ هذا سيتمّ. سأعيدُ الكثيرين إلَيّ. رغم شرِّهم، سأساعِدُهم. لا تَملّي من الكدِّ مع إلَهِكِ . نَحن؟
نعم يا ربّ .
إنَّ قليلاً من الوعي يرضينِي! ابنتِي، أنا مسرور.
) قالَ لِي يسوع هذا، لأنَّنِي ركَّزتُ بِحضوره الحالِي، لأميّزَ هيئته. أليوم،كان شعرُهُ نَحو الخلف.)
عندما أراكِ تُحاولين أَنْ تَعي حضوري، فذلك يُمجّدنِي. لِنصلِّ. ابنتِي، ابدإي هكذا :
يا خالقي الـحبيب،
أيُّهـا الرّوح القـدس،
أُباركُكَ مِن أجلِ الأعمال
التِــي سكبتها علــيَّ،
أباركُكَ من أجل النّـور
الــَّذي أَغدَقْتَهُ علــيّ،
لِيكُن اللهُ الكليُ القدرة مُمَجَّدًا.آميــن .
) كان يسوع يَعْلَم أنَّنِي أواجهُ صعوبةً في إيْجادِ الكلماتِ لِتسبيحَه، فأوحى إلَيّ بِهذه الصلاة.)
خطيبتِي، لا تصغي إلى الَّذين هم في غفوةٍ عميقة، لأنّهم لا يعلمون شيئًا، لا يشعرون بشيء، لا يرون شيئًا ولا يسمعون شيئًا. كيف يستطيعون ذلك بِما أنَّهم نائمون وغيرُ مدركين تَمامًا!
) أَفهَمَنِي يسوع أنّهُ يوجدُ عالَمَان: واحدٌ مـاديّ، طبيعـي، وآخرٌ غيـرُ مرئـي وروحانِي.)
تعالَي، هذا أنا، يسوع المسيح، ابن الله الحبيب. أستطيعُ، إنْ أرَدْت، أَنْ أمنحَكِ المزيدَ من الإثباتات، لكنّنِي أَحدُّكِ لأسبابٍ لديّ. يُرضينِي أَن أقودَكِ بصورةٍ عمياء، إنَّ هذا يُمجّدنِي. أريدُ أنْ يكون هذا درسًا للَّذين أَعْمَتْهم حِكمَتُهم. أُريدُكُم بريئين وبسطاء . لَقَد قدتُكِ بِهذه الطَّريقةِ الخاصةِ لِتفهَمَ النفوسُ الرهبانيَّةُ أنَّنِي، أنا الرَّبّ، أعطي بغزارَة . ابنتِي، قولِي لَهم إنَّه ليس صعبًا الإيْمان بأعمالِي الخارقة. نعم، ألستُ إلَهًا وروحًا؟ كونوا كالأطفال وآمِنوا . مَن مِن الأطفالِ يشكُّ، إنْ أَريْتموه أعمالِي، بأنّ هذا أنا مَن يَكتب ويَقود بِهذه الطَّريقة؟ كونوا بريئين!
) شعرتُ بالقدّيسة مريَم بقربِي.)
فاسولا، نعم هذه أنا أمّكِ. لَقَد ظَهرْتُ لأولادي في "غربندال". لَقَد سَمَحْتُ
لَهُم أن يرونِي ويسمعونِي.
لَقَد ظهَرْت لَهُم وَهمْ يعْلَمون ذلك.
أُريدُكِ أَنْ
تباركيهم .
أمي القديسة، ساعدينِي لأتَمِّمَ مشيئَتَكِ.
سأقودُكِ يا فاسولا.
شكرًا.
) كنت مذهولةً. لاحقًا، شَمَمْتُ عطر البخور من حولِي.)
هذا أنا يسوع. لَقَد بارَكتُكِ وعطّرتُكِ مِن بَخوري. إنَّ ألكنيسة ستحيا! نَحن واحِد. عندما سأُوحّدُ كنيستِي، لَن أنتظرَ أكثر. هل تشعرين كَم إنّ نفسي تتوقُ إليكِ؟ محبوبتِي، سآتي وآخذكِ. أُحبُّكِ .
) فرحتُ لدى سماعي ذلك، لأنّني أشْعر بأنّنِي لَم أعُد أنتمي إلى هذه الأرض، الَّتِي هي في الواقع منفى.)
محبوبتِي، يؤلِمُنِي أيضًا أَنْ تكونِي في هذا المنفى، لَكِن لَن يذهبَ شيءٌ سدًى. أُحبُّ خليقتِي ويَجِب أَنْ تُعيديها إلَيّ. إنّنِي أتألّمُ لِرؤيتِكِ على هذه الأرض. ابنتِي، عيشي مِن أجلي. يَجب أَنْ تتذكَّري كيف بذلتُ نفسي. هل تفعلينَ نفسَ الشيءَ من أجلي أنا أبيكِ؟
اجعلنِي جديرةَ بكَ وبأيّةِ تضحية يا ربّ.
محبوبتِي، أنا الرَّبّ أباركُكِ. تعالَي. لَن يذهبَ شيءٌ عبثًا .
) هذا الصّباح، شَممتُ مِن جديد رائحةَ بَخور. كنتُ أعلَم أنَّ يسوع كان واقفًا في هذا المكانِ بالذّات.)
يا بقيَّتِي، كلُّ ما أطلُبُه منكِ هو الحُبّ. أَحبّينِي وانشري كلماتِي هذه:
" أنا الرَّبّ، أُباركُ أولادي في "غربندال"، إنَّنِي أُحبُّهم".
محبوبتِي، أجْمعيهم، وحِّديهم.إقبَلي بِكلِّ ما يَجِب أَنْ يَحدث، إنْ كان فرحًا أم حزنًا. أنا أمامكِ.
نعم يا ربّ. لِتكُن مشيئَتُكَ ولتَتمَّ رغباتكَ.
تعالَي، اشعري بِحضوري ولنتشارك في كلِّ شيء.
فاسولا، لِنذهبْ ونُحرِّرْ نفسًا غالِية عليّ فهي قريبة جدًا من نيران الشَّيطان. إنَّها غيرُ دركةٍ للفخِّ الْماكِرِ الَّذي نَصَبَه لَها.
من هي هذه النفسُ يا ربّ؟
إنّها إحدى عرائسي.
راهبة؟
نعم، راهبة. لَقَد أهْملَـتْنِي، مأخوذة بغرورها. محبوبتِي، أَعيدِيها إلَيّ بِحبِّكِ، فأنا أحبُّها. أَحبِّينِي، فتتحرّر هي. فاسولا، إنَّ هذه الأعمال خفيَّةٌ عليكِ وعلى كثيرين، لَكِن صدّقينِي، أنا يسوع وأنا الحكمة، الآن ستباركينَنِي. اشعري بِحضوري؛ فهذا يُمجِّدنِي. كلُّ شيء سيتمُّ وفقَ مُخطَّطي.
يسوع! كم هو رائع أَنْ أكونَ معكَ بِهذه الطَّريقة!
فاسولا.
هذا جَميل، هذا رائع!
فاسولا، هل سأتَخلّى عنكِ يومًا[2]؟ أَحبّينِي، كَفِّري عن الَّذين تَحجَّرَت قلوبُهم نَحوي. يا مذبَحي، عيشي مِن أَجلي، أضرمي شعلتَكِ بشعلتِي يا مذبَحي! لا تنسي أبدًا كم أُحبُّكِ. ابقي مُضطرمة، أَشعلي القلوب، إروي عطشي.
يسوع حبيبِي، احفَظنِي بقربِكَ، لأنَّنِي من دونك أضيع.
ستبقين بقربِي. هل نسيتِ روابِطَنا؟ إنَّكِ مرتبطةٌ بِي بروابطَ أبديّة.
شكرًا يا ربّ لاعتنائكَ بِي، أنا الصفر من بين الأصفار، أنا الَّتِي أنكَرَتْكَ.
حتّى بطرس أَنكرنِي، لَكنَّنِي عليه وضعتُ أُسُسَ كنيستِي الأولَى. هل نَسيتِ ذلك؟ أنا هو الرَّبّ، الَّذي يُحبُّكِ بصورةٍ فائقةٍ، وعليكِ، أيَّتها النَّفس، نقشتُ كلماتِي. أنا قوَّتكِ. احفظينِي بقلبِكِ الآن وإلى الأبد .
سأفعلُ يا ربّ. سأبقى مُخلصةً لكِ.
تعالَي، لِنتشاركْ في هذا النَّهار. كونِي رفيقتِي.
) من جديد، وكأنَّ جهنَّمَ ثائرةٌ عليَّ. كان الشّيطانُ مغتاظًا. فأَربَكَ نفسي إلى درجةٍ جَعلتنِي أطلبُ من اللهِ أَنْ يكملَ من دونِي. قلتُ لَه إنَّنِي سأحبُّهُ دائمًا، ولكنّنِي لَم أعُدْ أَقْوى على الْمُتابعة. لكنَّنِي ندمتُ فورًا على كلماتِي وطَلَبْت منه أَنْ يتركَنِي، بِسَببِ عدِم جدارتِي. وبينما كنتُ أَستريح، رأيتُ نفسي واقِعَةً في طريقٍ جرداء. ثمّ رأيتُ بقربِي أقدامَ يسوع، كان حافيًا، فانْحَنَى وأنْهَضَنِي من جديد. رأيتُ بعدها أمامي، سلَّمًا كبيرةً مِن مئاتِ الدرجات، وعلى رأسِها، رأيتُ القديسين يومئون لِي بالصّعود. وعندما نَظرْتُ من حولِي، رأيتُ وجهًا مألوفًا، كاهنـًا ظريفـًا جدًا، يُكلّمنِي بالإيطالية. تعرّفتُ إليه، بـادريْ بيّو! وكان بِجانبِه القديس فرنسيس الأسيزي الَّذي اقتَرَبَ منّي. وكانوا جَميعُهم يُشجِّعونَنِي على الْمُتابعة.)
يسوع ؟
أنا هو. فاسولا، لا تَخافِي.
يسوع، سامِحنِي على ضعفي.
إنّ ضعفَكِ سيتلاشى بقوّتِي.
[3] Io, sono con te, Padre Pio
إلَهي، هل كلُّ هذا حقيقة؟
نعم، إنّه معي، أنا مَن طَوَّبه. أنا معكِ، وكذلك أُمّي وجَميعُ القديسين.
) ذهَبْت لاحقًا، إلى اجتماعٍ مع حركةِ التجدّدِ بالرّوح القدس. عجِزْتُ عن المتابعة بِسببِ جهلي، ورغبتُ في الْهُدوء. شعرتُ بذنبٍ كبيرٍ بسببِ جهلي.)
فاسولا، لا تَهتمّي. لكلِّ شخصٍ طَريقتُه بِتمْجيدي وتسبيحي. لقد منحتُكِ هذه الطريقة[4]. أنا وأنتِ، أنتِ وأنا. يَجِبُ أَنْ تعبُدينِي بصَمت. تذكّري، لَقَد سَبَق وعلَّمتُكِ، منذ بضعةِ أَشهر[5]. أنا باقٍ بقربِكِ.
) شعرتُ به قريبًا جدًا لِدرجةٍ أستطيعُ أَنْ ألْمسَهُ بطريقةٍ حسِّية. كنتُ سعيدةً جدًا وبسلام.)
صغيرتِي، أَلَستُ عروسَكِ؟ إذًا، أَلَنْ أُعزِّيكِ عندما تَحتاجين إلى التَّعزيَة؟ تعالَي إلَيّ فأحْمِل أثقالَكِ، تعالَي إلَيّ وأنا أعزيكِ! ابنتِي، ثقي بِي. أنا مُرشدُكِ الرّوحي، أنا عروسُكِ، أنا مَن يُحبُّكِ أكثر، أنا خالقُكِ وإلَهكِ. تعالَي وارتَمي بين ذراعيّ واشعري بدفئي.
) تركَ يسوعُ نفسي بانسجامٍ كلِّي وسلام.)
) نادانِي يسوع. كنت أرغبُ في ملاقـاتِه بِحـرارة، وهو أيضًا. لا أعرف لِماذا، وكأنَّ سنينَ طويلةً قد انقَضَتْ منذ لقائِنا الأخير.)
آه تعالَي يا محبوبتِي! كم انتظرتُ بفارغِ الصَّبر أَنْ ألتَقِيَ بِكِ بِهذه الطَّريقة! معًا يا فاسولا، معًا، أنتِ وأنا سنُقدِّسُ "غربندال"، لأنَّ هذا المكانَ مقدّس، بِما أنَّنِي ظهرتُ فيه مع أمي.
لتكُنْ مشيئتُكَ يا ربّ.
فاسولا، إنَّ الْخَجَلَ[6] ليس خطيئة. إنَّنِي أقول لكِ هذا.
) كنتُ سعيدةً بسماعِ ذلك. فجأة، تاقتْ نفسي ليسوع.)
انظري إلَيّ. صغيرتِي، يُمجّدنِي أَنْ تتوقِي إلَيّ. توقِي إلَيَّ. لَقَد دَفعتُ من دمي الثمن من أجلِكِ. فاسولا، لِماذا تُفتِّشين عَن مرشدٍ روحي؟
لا أعرف.
معي، ستَتَعلَّمين، لأنَّنِي الحكمةُ والحقيقة. تعالَي إلَيّ وسأُعلِّمُكِ.
فاسولا، أُحبُّكِ.
قولِي
لَه[7]
ذلك، أنَّنِي سأجدّدُ كنيستِي، سأُحيي كنيستِي، لقد اخترتُكِ لتعملي معي. فاسولا،
قابليه وكلّميه. لاطِفينِي، يُمجِّدُنِي أَنْ تُخبري كيف علّمتكِ أَنْ تلاطفينِي[8].
أحِبّينِي يا فاسولا، لأنَّ الحُبَّ يَحمي مِن العدالةِ الإلَهية، عندما تنقضُّ على
الخطأة .
) لاحقًا )
فاسولا، هل أنتِ سعيدةٌ لأنَّنِي حرَّرتُكِ؟
نعم يا إلَهي، أنا سعيدة جدًّا لأنَّنِي معكَ. أَشعرُ أنَّنِي متعلّقة بكَ وسعيدة.
هل تصدقيننِي الآن، أنّه لديَّ روابط حُبّ معكِ؟
الآن أصدِّقُ يا ربّ.
صغيرتِي، باركينِي.
أباركُكَ يا يسوع، أُحبُّكَ وأَشكرُكَ.
فاسولا، هل تعْلمين أنَّ العلامات الَّتِي منحتُها وسأُتابعُ منحَها، هي لأعرّفَكم باسْمِي، فيكونُ الحُبُّ الَّذي أَكنُّهُ لكُم جَميعًا فيكم، فأكونُ أنا فيكم. لَكِنْ كثيرٌ من النفوسِ الكهنوتيَّة أنكَرَتنِي أمام الناس.
كيف يا ربّ؟
بإنكارِهم علاماتِي، أَنكرونِي أنا، إلَههم. ألَمْ أَقُلْ إنَّ الَّذي سَيَنكُرُنِي أمامَ الناس أنكره أنا أَمام الملائكة؟ ألَم أَقُلْ إنَّنِي سأعرِّفُكم دومًا باسْمِي؟ لِماذا يشكّون إذًا بأنّنِي بينَكم؟ فبرحْمَةٍ منِّي، أُعطِيكُم هذه العلاماتِ والعجائب، الَّتِي هي بالكاد مكرّمة، لأنَّهم دعينِي أقولُ لكِ، يا ابنتِي: قَد أخذوا مفتاحَ الْمَعرفة! هم بنفسِهِم لَم يدخلوا، ولَم يدعوا الَّذين يريدون الدخولَ أَنْ يدخلوا!
يا إلَهي! تبدو غاضبًا جدًا يا ربّ!
فاسولا، لَقَد حانَ الوقتُ لِتُمجِّدينِي. كونِي متيقِّظَةً وابقَي بقربِي. أُحبُّكِ يا صغيرتِي، كونِي واحدًا معي.
نعم يا ربّ.
نحن؟
نعم، نحن.
تعالَي.
إلَهي، تبدو لِي حزينًا بسببِ بعض النفوس الكهنوتيَّة.
فاسولا، إنَّهم مسؤولون عَن نفوسٍ كثيرةٍ. لَيسوا أنَّهم يسقطون فقط، بل يُسقطون معهم نفوسًا كثيرة.
لَكِن يا ربّ، لا بدَّ أَنَّ هنالِك كثيرين صالِحين، يُحبّونَكَ ويعملون بِمشيئتكَ. أعرفُ بعضَهم.
آه، يا فاسولا، كثيرون هم الَّذين يتْبَعون تَعاليمي، يُضحّون، يَعيشون بِتواضع، يُحبّون بعضُهم بعضًا ويُقيتون خرافِي. إنَّهم ملحُ الأرض، وأَحبّاءُ نفسي. إنَّهم أبناءُ هابيل خاصَّتِي، إنَّهم بلسمُ جروحاتِي الَّذي يُهدِّئُ آلامي.
لأسفي الشديد، هناك أيضًا بينهم أبناءُ قايين، سهامُ جَسدي، الْخَوَنة، المغمورون بغرورِهم، الأشرارُ وكلُّهم ميولٌ حقيرة. إنّهم أَشواكُ رأسي؛ خطاياهم عديدة، وسيِّدُهم هو الرِّياء، وعلى هؤلاء تشتَعلُ عدالَتِي الإلَهية.امسكي بيدي، يا ابنتِي، ابقي بقربِي وسأدُلُّكِ على هذه الأشواك. سأقودُكِ بقوَّةٍ إلَهيَّة في أعماقِ جسدي ذاتِـها. سأُريكِ رأسَ الْحربَة. لَن أوفِّر أبناءَ قايين يا فاسولا، إذ ماذا لديهم ليقدموه لِي؟ إنَّ أيْديَهم فارغَةٌ وليس لديهم شيءٌ يقدِّمونه لِخرافِي، يُحبّون الظّهورَ في العلن، يُحبّون الْمجاملات الْمُفرِطة، إنّهم كالْمِلحِ الَّذي فقدَ طعمَه. ألْحقَّ أقولُ لكِ، يا ابنتِي، إنَّهم فرّيسيّو اليوم!
آه يا إلَهي، هذا مريع!
فاسولا، لِهذا السَّبب، سيظهرُ كلّ ما كان مُخبًّا، وسيُكشفُ كلّ ما كان مستورًا، لأنَّ هذه هي إرادتِي. تعالَي الآن، لا تَنسي حضوري.
كلا يا ربّ. أعتبرُكَ كأبِي القدّوس، رفيقي القدّوس، أَخي القدّوس، وأعتبرُ القدّيسةَ مريم كأمّي القدِّيسة. أَنتم عائلتِي الْمُقَدَّسة، كيف أَقدِرُ أَنْ أنساكَ؟
محبوبتِي، أنا أيضًا عروسُكِ. هكذا أَرغبُ في أَنْ تـحبِّي. أَحبّينا بِمودّة، دون أَنْ تنسَي أَبدًا بأنَّنا قديسون، كرِّمينا. نحن عائلتُكِ المقدسة، أنا إلَهُكِ. كونِي متيقّظة.
نعم يا ربّ.
لنَذهَب.
لِنذهب.
) انشغَلتُ طيلةَ النهارِ مع بائعةٍ لأدواتِ التجميل. بدا لِي كلُّ ذلك تافهًا ومضْيِعةً للوقت، لكنّها أتَتْ مِن قِبَلِ صديقة.)
صغيرتِي، أُحبُّكِ حتَى الْجُنون، أنا مَحبوبكِ. لِماذا يا فاسولا؟ لا تَبتَعدي عنّي! إنّ حدسَكِ صحيح[9]. إنَّ حُبّي متَّقدٌ مِن جديد، وعندما يكونُ كذلكَ، أَسْمَح لِنفسي بالْمُطالبة بالحُبّ. أَرغبُ في أَنْ تعيشي فقط من أجلي. أُريدُ أَنْ تُركّزي عينيكِ عليّ. انظري إلَيّ، أَحبِّينِي، عطّرينِي، زَيّنينِي، باركينِي، ارغبِي فيّ، تَنفّسي من أجلي، لا تبتسمي إلاّ لِي، قولِي لِي كم إنّكِ تُحبّيننِي، أنا إلَهكِ، أسعي إلى جذب الآخرين إلَيّ. هدِّئي عَطشي الَّذي لا يروى، "أنا عطشان" يا فاسولا! أنا عطشان للحُبّ، عطشان للنّفوس. لِماذا تَجْلِبين لِي الْمُنافسين. لا تجلبِي بعد الآن المنافسين. لا تفعلي! إمدَحينِي، لَقَد منحتُكِ بوفرة، ألن تعوّضي عن كلِّ ما أمنحُكِ إيّاه؟ لقد سرتُ معكِ في حديقةِ بَهجتِي، وتشاركنا في جمالِها. لقد شاركتُكِ في أَفراحي وفي عذاباتِي. لَقَد وضعتُ صليبِي عليكِ، سنتَشارَكُه معًا. بِمشاركَتِنا في ضيقه، في آلامه، في عذاباته، نتشاركُ في حبِّه. ألَم أرفَعْكِ حتَى صدري، وأنا أُقيتُكِ وأَشفيكِ؟ لَقَد أخذتُكِ عروسًا لِي، ونتشاركُ في صليبِي كالسرير الزوجي. هل تريدين أَنْ تنظري إلَيّ؟
) نظرتُ إلى وجه يسوع.)
زهرتِي، هل أستطيع أَنْ أتَخلّى عنكِ يومًا؟ أنا مَن يُحبُّكِ الأكثر. امكثي بقربِي. اسْمَعي[10]. الآن، سأشدُّ روابطنا أكثر. أُريدُكِ أقربَ إلَي. أريدُكِ واحدًا معي. مَنْ حَضَنَكِ أَولاّ بين ذراعيه؟
كيف هذا يا ربّ؟
أنا مَن كرَّسَكِ أوّلاً ومَن وَضَعَ نظرَهُ عليك. فاسولا، لَقد خلقتُكِ من أجلي. دَعينِي أُذكّركِ مَن تكونين؛ أَنتِ لست سوى غبارٍ ورمادٍ وبِشفقتِي الكبيرة أحييتُكِ مِن بين الأموات.تذكَّري ذلك دائمًا.
) أتى الكاهِنُ إلَيَّ وأَرَيتُه الكشف. لَم يصدِّقْ على الفور. ورفضَ بعدهـا أَنْ تكونَ العذراءُ القديسةُ أُمَّنا، وقالَ لِي إنَّه لَم يسمعْ يومًا بظهورات، وإنَّه لا يؤمنُ بأيٍّ من الظواهِر الخارقة. إنَّه ضدُّ الصورِ المقدَّسة. ربّما فكَّرَ أنّنِي معتوهة.)
فاسولا، أنا غنِي، لَكِن، قليلون هم الَّذين يعلمون بغناي! عندما كنت بالْجَسد، ألَمْ أُحتَقَر؟ ألَم يَنْظروا إلَيّ بازدراء! ألَم يتّهمونِي بالتَّجديف؟ ألَم يرمونِي، كحجر رماه البناءون وأصبحَ رأسَ الزاوية؟ كرّمينِي بقبولِكِ الازدراء والذلّ. تواضعي، كونِي مثلي. هل تتذَّكرين؟ ألَم أقُلْ إنَّكِ ستخدميننِي بين الشقاء؟ ألَم أقُل إنَّكِ لَن تَجِدي الرّاحة؟ اقبلي ما أقدِّمه لكِ. لا تَخافِي مِن أنْ تذلّي نفسَكِ. سأدعُ على قلبِكِ قَطرَتَين من دمِ قلبِي الدامي[11]، وستغمرانه كلّيا. يا مَن قدَّسَتْها يدِي، عيشي في نوري. تعلَّمي أَنْ تكونِي مَرفوضة .
) شعرتُ بالعذراء مريَم بقربِي.)
القديسة مريم؟
أنا القديسة مريم. أضيئي لِي شَمعةً يا فاسولا، وكَفِّري عن خطيئتِه. اطلبِي من يسوع أن يغفرَ له. هل ستفعلين ذلك لأجلي؟
سأفعلُ أيَّتها القديسة مريم.
كفِّري يا محبوبتِي. لا تشكِّي بأعمالِ يسوع. كرِّمينا.
سأفعل أيَّتها القديسة مريم.
هذا أنا يسوع. لِيكُن معلومًا أنّه يَجِبُ أَن تُكرَّمَ كلُّ صورةٍ لِي ولأمّي، لأنَّها تُمثِّلُنا، كما يُمثّلُنِي صليبِي. ليَعلَم الْجَميع أنَّ كفنِي المُقدَّس هو حقيقي تَمامًا: إنّه هو نفسه الَّذي لَفّنِي. يا مباركتِي فاسولا، ادخلي إلى قلبِي، دَعينِي أُخبِّئكِ فيه.
استريِحي. تعالَي، تعالَي إلى أبيكِ.
) شعرتُ وكأنَّ الله كان يغمرنِي. كان فعلا يغْمرنِي وأَسْعدنِي ذلك.خَرجْتُ بعدها لتصويرِ دفاتري. وبينما كنت في الْمَحل، تفاجأتُ بنفسي أُحاولُ تعزيةَ القدّيسة مريَم. كلّما فكَّرتُ بِهذه المقابلة مع الكاهن كلَّما ازداد حزنِي. حاولتُ كبْتَ دموعي. وضعْتُ نظَّاراتِي في حال بكيتُ. كيف يعقل هذا؟ لَم أكن أعلم بوجودِ مسيحيين لا يكرِّمون أمّنا! بدا الكاهنُ متصلّبًا في معتقداتِه…وكان يتكلّم عن الوحدة! كيف يُمكن أنْ يُظهِرَ هكذا تشبُّث. إلَهي! وتريدُ الوحدة… إنْ لَمْ تَحْنِهم بيدِكِ لا أرى أيَّ مَخرجٍ.
تذكَّرت أنَّنِي كنتُ قد نسيتُ تناولَ طعامِ الغذاء. على كلِّ حال لَم أَكُن أستطيع تناولَ أيّ شيء، وكي لا تَخورَ قِواي، ذهبتُ لشربِ فنجانِ قهوة. كان طعمُه مرًّا.
لا أستطيعُ تذكُّرَ مرارةِ هذه القهوة دون التفكيرِ بالقديسةِ العذراء ويسوع اللَّذين كانا مَجروحين. لقد حذَّرَنا اللهُ مئاتِ المرات أنَّه سيكونُ عقاب، إذا لَم نتغيَّر. العقاب نفسه الَّذي شاهدْتهُ في رؤيتِي. من جديد، ستتهدّم سـدوم اليوم.
سأذهبُ للتَّكفيرِ عن هذا الكاهن كما طلبتْ منِّي السيدة العذراء.
لاحقًا بعد الظهر، اتّصلَتْ بِي ابنةُ عمّي "إيسمنِي"، تسألُنِي الذَّهابَ معها ومع زوجها إلى تورينو. فكَّرتُ أنَّنِي أستطيع أخيرًا رؤيةَ الكفن المقدس. لقد دبّر يسوعُ كلَّ شيء، واستطعتُ الذَّهاب. قادَتْنا ابنةُ عمِّي إلى الفندق الَّذي ينزلون فيه عادة. ما زال يسوع يُسهِّل لِي الأمور، عرفت أنَّ هذا الفندق هو قرب الكاتدرائية، حيث يُحفَظُ الكفنُ المقدَّس.)
تورينوTurin 5/10/1987
)
نَهار السبت بعد الظهر، ذهبتُ لرؤية الكفن المقدس في الكاتدرائية. كان موضوعًا في
مذخر، في كنيسة صغيرة، تَحت قبّة الكاتدرائية. شعرتُ بأنَّنِي في المكان الأكثر
قداسة. كان يسودُ السَّلامُ والقداسةُ تَحت هذه القبّة. شعرتُ بِها فيّ؛ كان ذلك
رائعًا. ذهبتُ بعدها إلى الفندق. وعندما عادت ابنة عمي في المساء إلى الفندق بعد
تسوّقها، أسرعتُ إليها لأخبرها أين ذهبتُ، لكنّها لَم تشأ أنْ تسمعَنِي لأنَّها
أرادَتْنِي أَنْ أصغيَ إليها إذ ما شاهدَته واكتشفَته كان رائعًا.
قالَتْ لِي، إنَّها وَجدَتْ قرب الفندق، أجْملَ تـمثالٍ رأتْهُ في حياتِها للعذراء
القديسة. وهو في شارع صغير قرب الفندق باتِّجاه بناية قرميدية اللون. قالت لي:
"فاسولا، لقد أتيتُ إلى هنا سنين عديدة، ومررتُ في هذا الشارع عشرات المرّات دون
أنْ أرى هذا التمثال الرائع! كانت العذراء القديسة تَحت نظرِنا، ولَم نرَها! "
وراحت تصِف لـي التمثال، وكيف تنبَّهت له. لَم تتوقّف عن ترداد كم كان هذا التمثالُ
كبيرًا، وأنَّ طولَه أكثر من ثلاثة أمتار، ووجه العذراء فتِيّ وجَميل، كلُّه حُبّ.
كانت يداها وذراعاهـا مفتوحتين وكأنَّها تريدُ حضنَ الجميع بين يديها. ثوبُها
مكسّر، ومِعْطَفُها أزرق. يوجد من حولِها ستاران من الساتان الأحمر القرمزي،
اللّماع، وكأنّهما مضاءان بالمناور. كانت "إيسمينِي" تتقدَّم وهي تنظرُ في الجو،
فنبّهها زوجُها من سيارة كادتْ تصدمها. قلت لابنة عمي إنَّنِي لَم أرَ في هذا
المكان سوى صورة مُوسَّخة من السيارات، وستائرَ قصيرةٍ حمراء وصفراء، طولها حوالي
سبعون سنتمترًا، متسّخة أيضًا، ولا شيء آخر؛ على كلّ حال ما من تـمثالٍ مدهش. فقالت
لي إنَّنِي لم أنظر جيدًا. وفي اليوم التالي، أرادَتْ أن تصْطحِبَنِي لرؤيةِ
التمثالِ الجميل. فقلتُ لَها إنَّه يَجِبُ أَنْ تأتِي معي أولاً لرؤيةِ الكفنِ
المقدَّس.
فذهبنا إلى الكاتدرائية، وبِما أنَّه كان يوم الأحد، شاركنا في القدّاس. ذهبنا
بعدها لرؤيةِ التمثال الشهير، لكنَّنا لم نَجد سوى الإعلان المتّسخ والستائر الوسخة
الصفراء والحمراء الَّتِي كنت أراها، ما من أثر للتمثال. صُدِمَت ابنةُ عمّي. لم
تعدْ تفهمُ شيئًا! لكنَّنِي، بنعمةٍ من اللهِ فهمتُ، أنّ هذه البناية الحمراء هي في
الحقيقة كنيسة، ولو إنَّها لا تبدو كذلكَ. ومباشرة تحت المكان الذي رأتْ فيه ابنةُ
عمي التمثال، كان يوجدُ بابٌ صغير. فتحناه ووجَدْنا أنفسنا في كنيسةٍ رائعة، حيث
كان يحتفلُ بالقداس. فاكتشفنا أنَّهم في هذا اليوم كانوا يَحتفلون بعيد سيدة
الوردية[12]،
وأنّ هذه الكنيسة هي للقدِّيس دومينيك، ونِظامها يُشجِّع على نشر الوردية. ففهمنا
أنَّ العذراءَ مريم ظهرَتْ بشكلِ تمثالٍ كبير وجميل، لتأتيَ بنا إلى هذه الكنيسة،
حيث تريدُنِي أَنْ أكفِّر عن غلطة ذلك الكاهن، بإضاءةِ شَمعة وأَنْ أطْلبَ له
الغفران من يسوع.)
يسوع، هل كلُّ هذا حقيقة ؟
نعم يا فاسولا، إنَّه بالضَّبط كَما رَوَيْتِهِ.سأرفعُكِ إليّ فور إنْهائِكِ مهمَّتَكِ. إنَّ نفسي تتوقُ إليكِ. فاسولا، أصْغِي لأمّي.
القديسة العذراء: فاسولا، قولِي "لإيسمنِي" كم إنّنِي أُحبُّها. طفلتِي، لقد أعطَيْتها صورتِي هذه لأُلْفتَ انتباهَها وأقودَكما إلى كنيستِي. أَحبائي، كم إنَّنِي أُحبُّكم. كرِّمونا يا أَحبائي، كرِّمونا وكفّروا عن اخوتِكم. تَذكّروا كم إنّنا بقربِكم جَميعًا . فاسولا، لا تفْقدي الشَّجاعةَ أبدًا، لأنّنِي بقربِكِ. اتَّكئي دائمًا على يسوع. ابنتي، فكِّري بآلام يسوع. عيشي من أجلِه ومَجدّيه.
لا أستطيع فعلَ ذلك إلا بِمساعدَتِكِ وبِمساعدةِ يسوع. أُريدُ أَنْ أكرّمَكما.
أُحبُّكم جَميعًا! باركي "إيسمنِي". لقد باركتهما، هي وزوجها، في كنيستِي.
أباركُكِ، أيَّتها القديسة مريم.
أنا أيضًا أبارككِ.
أغفر لِي يا أبتاه لعدمِ جدارتِي وضعفي وتقصيري في كلِّ ما هو صالح، لأنَّ هذا يُهينُكَ.
أغفر لكِ كلّيا.
أحبُّكَ أيُّها الرَّبّ العزيز.
كلّ مرة تقولين لِي فيها "أُحبُّكَ"، أتَغاضى عن كلِّ شقائكِ. أَدَعُها تَمرّ وأُوقف عدالتِي الإلَهيَّة عن ضربِك يا فاسولا، لأنَّكِ في الْحقيقة بائسة فوق كلّ كلمة.
إنّكِ تُهَدِّئين غضبِي عندما تقولين لِي إنَّكِ تُحبّينَنِي.
) بدا يسوع قاسٍ فَشعرتُ بِخوف.)
إنَّنِي أخاف منكَ.
أنا حبّ، لذا لا تَخافِي منّي.
آه يا يسوع، لو إنَّنِي فقط لَم أكن سيّئةً هكذا، قبيحةً وحقيرة!
إنَّنِي أشفقُ عليكِ وبداعي الشَّفقة نادرًا ما أغضب منكِ.
أعرف أنَّنِي لا أستحق نقطةَ نعمةٍ عليّ. كنتَ لطيفًا كثيرًا معي، صبورًا جدًا. لم تغضبْ منّي أبدًا، بل فقط أَحبَبتنِي رغم أخطائي. لقد دلّلتنِي كثيرًا.
فاسولا، هكذا هي رحمتِي!
يسوع ؟
أنا هو.
إلَهي ؟
أنا هو.
أسألُكَ أَنْ تُعلّمَنِي أنْ أحُبَّكَ أكثر وكما ترغب، فتُخلَّصنِي وأكرّمك.
يا صغيرتِي، أنا معلِّمكِ الإلَهي الَّذي سيعلّمكَ. لا تَشُكي أبدًا . لا تشكي أبدًا بغفرانِي.
كلا يا ربّ، لَن أشكَّ أبدًا. اجعَلْنِي جديرةً بكَ، بِحقِّ نعمتِكَ وتقرّبَ منّي. اسْمَح لِي أَنْ أُمَجِّدَكَ. محبوبِي، امنعنِي عن الخطيئة وعن إهانتِكَ باستمرار بِخطاياي!
باركينِي.
يسوع، إنَّنِي أباركُك. أَبتاه، أنا أُحبُّك.
أرغبُ في رؤيتِكِ عند مراحِلِ درب صليبِي.
آه يا يسوع، كيف؟ أريدُ ذلك، لكِن كيف؟ مَع مَن؟ مَن سيقودُنِي؟ هنا، الأب جيمس ليس معي!
) امتلأَتْ عيناي بدموعِ اليأس.)
وفّري دموعَكِ إلى الوقتِ الَّذي ستسمعين الشتائمَ الموجّهةَ ضدّ أمّي.
آه يا يسوع، ساعِدْنِي!
ابنتِي، اتَّكِئي عليَّ. دَعينِي أُعَلِّمُكِ. أَفرحينِي وكونِي طَيِّعة مثل الآن، تعالَي، ابقَي بقربِي. أُحبُّكِ.
أُحبُّكَ يا يسوع، أَشفِقْ على جهلي.
إنَّنِي أشفقُ عليكِ، أَبْهِجينِي وقولِي:
يا ربّ، دَعنِــي أَكـــونُ ضحِّيتَكَ،
ضَحيّـةَ حُبِّــكَ المُتَوَهِّج،
أَرغَبُ في عبادتِكَ أَنتَ وأَنتَ وحدَكَ،
مُمَدّدةً معكَ على صليبِكَ،
دون أَنْ أَنظُـرَ شَمالاً أو يَمينــًا ،
أَرغَبُ في إرواءِ عطشـكَ
وفي أَنْ أَربَحَ لَك النّفوس،
سأكـونُ ضحيــَّةَ حُبِّــكَ. أُحبُّــكَ."
إتليها!
) تَلَوتُها.)
ابتداءً من الآن، لَنْ تتركي أبدًا قلبِي يا فاسولا.
فاسولا اختاري: حياتكِ الْحَالية أَم حياة تَضحِية ؟ إختاري .
يسوع، لا أريدُكَ أَنْ تتركَنِي. أُريدُ أَنْ أكونَ معكَ وإلى جانبِكَ.
إذًا لَقَد أَحسَنْتِ الاختيار. سَتشْبِهينَنِي، كونِي ضحيَّةً للحُبّ . زهرتِي، ستُزهرينَ تَحت نوري.
أشكرُكَ، أُباركُكَ على كلِّ عطاياك لِي ولِصبرِكَ عليّ.
سلامي معكِ، يا ابنتِي، لا تَنسَي أبَدًا حضوري. اسْمَحِي لِي أَنْ أستريحَ فيكِ، لأنّ هذا هو مَسكنِي.
يسوع، إنَّكَ تَجعلُنِي سعيدةً وإنَّنِي أَتعلَّمُ مِنكَ.
زهرتِي، أنا سيّدُكِ وإلَهُكِ. تعالَي. نَحن؟
نعم يا ربّ.
( شعرتُ أنَّنِي فقيرة، وأنا فعلا كذلك. إنَّنِي لا أُرْضي الله، بسببِ جهلـي وبـطءِ فهمي. لَستُ راضية على نفسي. كان مُحقًّا عندما قالَ أنَّنِي الأشقى من بينِ خليقته. أَكرهُ أَنْ أتكلَّمَ الآن كيف بدأَتْ هذه الرَسائل، لأنَّنِي أجدُ نفسي أتكلَّمُ عَن نَفْسي وهذا لا يُعجِبنِي أبدًا. لَكنَّ رفاقي وبعضَ الأشخاص يُريدون معرفةَ كيف ابتدأَ كلُّ هذا. لذلك أجِدُ نفسي ملزمةً على الشَّرح، وكلّما أفعلُ ذلك، كلّما يُصْبح ذلك لي صعبا، لدرجة أنَّنِي قرّرتُ أنْ أتوقَّفَ عن شرحِ كيف بدأَ هذا، لأتَحاشى الكلامَ عن نفسي! أعتقدُ أنَّ الأشخاصَ يستطيعون الاستعلامَ مِن الآخرين. وإذا كان هدفُهم الحشرية فهم لَن يكتفوا بِشَرحي. وإنْ أرادوا القـراءةَ لأنَّهم يؤمنون، الله سينيرُهم. لا أريدُ أَنْ أكونَ شاهدةً لنفسي. أريدُ ترْكَ كلِّ شيء بين يديّ الله. إنَّه يَجعلُ المستحيلَ مُمكنا. لِذا لَن أكونَ بعدَ الآن سوى قلمه ووَرقته، سكرتيرته، سكرتيرة علَّمها أَنْ تُحبَّهُ وتُدوِّنَ كلماتِه. سأكونُ لوحتَه.)
نعم، كونِي لَوحَتِي ودَعينِي أنقشُ عليكِ كلِمَتِي. كونِي طيِّعةً كَي تُنقشَ كَلِمتِي عليكِ بعمق.
) نَسيتُ وجلستُ على الأرض. نظرَ يسوعُ إلَيَّ ليُلفتَ انتباهي، فسجدتُ.)
أُحبُّكِ، معًا يا فاسولا، أنتِ وأنا، سنتشارَكُ في صليبِي. اسمعينِي يا فاسولا، أنتِ حبيبة نفسي، ألَم تَفهَمي ذلك بعد؟ أشعري، أشعري كم أنا إلَهكِ، أُحبُّكِ. يا طفلتِي، يا عروسي الْحَبيبة .
) شعرتُ بيسوع يُحيطُنِي بذاته.)
اسمعي يا فاسولا، كلّ السّماوات تطنُّ من صراخي. إنَّ رغبتِي ثابتة. كان يَجب أَنْ تبلغَ آذانكم. إنَّنِي أرغبُ في الليونة. كيف ستتّحدون إنْ كنتم متصلِّبين؟ أرغبُ في توحيدِ كنيستِي. هل سَتفهمون وتسمعون صوتِي؟
إلَهي، لِماذا لا تُعْلِمْ السّلطات الكنسية برسائِلِكَ؟
اسمعي يا فاسولا، لَقَد سبقَ وكَشَفْتُ عن وجهي إلى إخوتِي الأحبَّة.
مَن تقصد يا ربّ؟
دايفد والأب جايمس[13].
يسوع، أِنرْهُم كَي يُتمّموا رغباتِكَ، إعمَلْ فيهم وأَرشدْهم.
سأَفعلُ، يا ابنتِي. زيِّنِي كنيستِي، أَحبِّينِي. إنَّ الكنيسةَ ستَحيَا!
) رأيتُ صورةً رائعةً لِيسوع. كان فيها ملوكيّا، مُمجَّدًا، كملكٍ منتصرٍ. رأيـت أصابعه بشكلV ” "، مثل علامة الانتصار[14].)
يسوع ؟
أنا هو.
يسوع، أرغبُ في التكفيرِ عن كلِّ إهانةٍ موجَّهَةٍ ضدَّ أمِّنا الْمباركة. لا أتَحمَّل سماعَ خليقتِكَ تُهينُها، خاصة مِن قبل الكهنة. أُفضّلُ رؤيةَ رأسي يَتَدَحْرجُ أَرضًا دفاعًا عنها.
فاسولا، سأُفْهمكِ كم يتعذَّبُ الحُبُّ لدى سماع هذه الشَّتائم . فاسولا، لِيَعْلَمِ الجميعُ أنّنِي أنا الربّ، أُكرِّمُ أُمّي. ليَعلمِ الَّذين يهينونَها أنَّها ملكةُ السَّماء وأَنَّنِي أنا الربّ، وضعْتُ على رأسِها، تاجًا من اثنتي عشرة نجمة. إنَّها تسودُ يا محبوبتِي، وهذا مكتوب في كلمتِي. إنَّنِي أُكرِّمُ أمّي، ويَجب أَنْ تكرِّموها كما أنا أكرِّمُها. أُحبُّكم. أنا وأمي معًا، نبارككم.
يا ربّ، لقد أَنكرَ الكاهنُ أنّها أمّنا القدّيسة وأنَّه يَجِب أَنْ نكرِّمَها. وعندما قلتُ له أنَّكَ أنتَ مَن قالَ ذلك، على الصَّليب، أجابَنِي أَنَّكَ قصدتَ فقط يوحنا، وليس مكتوبًا في أيِّ مكانٍ آخر من الإنجيل، أنَّها أيضًا أمُّنا وأنَّنا أَولادُها.
لَكِن أقولُ لكِ من جديد، يا ابنتِي، إنَّ أُمي هي أمّكم أيضًا. أَنتم أولادها. هذا مكتوب في كلمتِي وأُردِّدُه مِن جديد للَّذين لا يعلمونه: تقول الكتابات…
أين هذا يا ربّ؟
في كتاب الرّؤيا: عندما فشلَ الشَّيطانُ أثناءَ ملاحقَتِه لأمّي، غضبَ وراحَ يشنُّ الحربَ على بقيَّةِ أولادها، أي على جَميعِ الَّذين يُطيعون وصاياي ويشْهدونَ لي.
أشكركَ أيّها الرَّبّ يسوع على مساعدتِي.
فاسولا، لقد سبقَ وقلتُ لكِ، إنَّنِي دائما أمامَكِ. ابقَي صغيرةً كي أستطيعَ أَنْ أُتَمِّمَ أعمالي، أُحبُّكِ.
أحبُّكَ يا ربّ وأباركُكَ.
نحن؟
نعم يا ربّ.
10/10/1987
يسوع ؟
أنا هو.
آه يا يسوع، لم أكُنْ أعلَم أنَّه يوجدُ مسيحيون لا يكرِّمون القدّيسة مريم. كنت أجهلُ مشاعرَهُم تجاهها، وأنَّه توجدُ فوارق شاسعة بين المسيحيين. لم أكنْ أعلمُ بِخطورةِ الأمر.
آه يا فاسولا، إنَّه أسوأُ مِمّا تظنين!
آه يا يسوع، لماذا الأمر خطير هكذا ؟
لأنّ جَسَدي يا فاسولا مُمزَّق. أُريدُ أَنْ يتَّحدَ جَسدي!
هل سيكرّمون أمّنا المباركة إنْ اتَّحَدوا ؟
سيفعلون يا طفلتِي.
بقولِكَ "سيكرّمونَها" هل أفهمُ أنَّ ذلك سيتحقَّق ؟
سأَحْنيهم، سأثنِي رُكبَهم فيحترمون ويكرِّمون أمّي.
نعم، يا يسوع.
صغيرتِي، سأُحْيي كنيستِي. تعالَي. نحن؟
نعم يا ربّ.
) أثناء زيارتِي لأحدِهم، وقعَ نظري على مقالٍ في مجلّة، يعرِضُ تفسيرًا علـميًّا عـن عمل الفكر، نافيًا كلّ عملٍ روحانِيّ، محاولاً إيجادَ تفسيرٍ طبيعيّ لكلِّ ظاهرةٍ خارقة، مستعملاً التعابيرَ التالية: إزدواج شخصية، حسّ باطنِي، تنويم مغنطيسي، تلقين، إيحاء ذاتي، إيحاء جماعي. يقولُ مثلاً عَن الَّذين يَحْملون السِّمات، إنّهم سبّبوها بإيحاء ذاتي، أو إنَّهم يعانون من انقِصامٍ في الشخصية أو لديهم عقدة "فرويد". إنَّ الناسَ يريدون دائمًا إيجادَ حلٍّ منطقيٍ لكلِّ شيء. في أيامنا هذه لن نجدَ أنبياءَ كـ"إشعيا"، لأنَّ أمثاله يوضعون في اللائحةِ العلميّة. ولَن يتركوا قدّيسين مع سماتٍ دونَ أَنْ يُدْخلوهم في لائحةِ الانقصامِ في الشَّخصيّة، أو التحليلِ الذاتِي. هذا يُظهر، بالنسبة لي، أنّهم يحاولون منافسةَ اللهِ وأنْ يُظهروا له أنه ليس ضابط الكلّ.)
آه يا الله، لماذا ؟
فاسولا، كثيرون هم الَّذين لا يؤمنون بي.
لكنَّنِي أطلبُ منكَ شيئًا واحدًا، بكلّ جديةٍ. أطلبُ منكَ أَنْ تُدمّرَ كلَّ هذه النظريّاتِ والتعاليم الَّتِي تُحاولُ أَنْ تَجعلَكَ منسيًّا. إنَّهم أعداؤك. لماذا تتركُهم يتزايدون؟ دمِّرْ هذه النظريات، وإلا هي الَّتِي ستدمّرُ إيْمانَنا. أرجوك افعل ذلك[15].
سأفعَل. اسمعينِي. لا تَغتَمِّي. لا تَشكّي أبدًا، آمِنِي. لا تَملّي أبدًا من الكتابة.
محبوبتِي، هذا هو سبب مَجيئي، لأنّنِي لَم أَعُدْ أستطيعُ رؤيتَكم ضالّين. هل تفهمين الآن يا فاسولا؟ صغيرتِي، سأسْهرُ عليكِ كي لا تقعي أبدًا.
والآخرون؟ لا أريدُ رؤيةَ الآخرين يسقطون. أَرغبُ في أَنْ تسندَهم بقدرِ ما تسندنِي.
فاسولا، سأساعدُكُم جَميعًا.
) بدا الله مسرورًا.)
آه يا إلَهي، أغفر لي طلباتِي. إنَّني اندفاعية لكنَّني لا أتَحمَّلُ الظلم. إغفر لي صراحتي.
إنّني أغفرُ لكِ يا طفلتِي. قولِي ذلك.
) كانت لدَيّ أشياءٌ أخرى أقولُها له.)
يَجب أَنْ أقولَ لكَ، كما يبدو الوضعُ الآن، هؤلاء الأشخاص، لَن يقتنعوا حتّى الرمق الأخير. وأكثر مِن ذلك، سيصنّفون أعمالَكَ تَحت عنوان " لا تُفسَّر"، ولَكِن لَن يقولوا: "إنّ هذا يأتِي من الله".
سأُقْنِعُهم. إنَّ قدرتِي تتخطّى قدرتَهم. سأُريكم جَميعًا أنَّنِي ضابطُ الكلّ. سيَرى الجميعُ قدرتِي، أينما كنتم. لَن تستطيعَ أيُّ عينٍ إنكارَ ذلك. ولَن ينكرَ أيُّ إنسانٍ أنَّ هذه العلامة هي منّي[16]. محبوبتِي، كيفَ ستَبدو حينها نظرياتُهم؟ كيف سيشعرُ رجالُ العلم؟ ماذا سيحلُّ بكلِّ حكمَتِهم؟ سأُريهم كيف ستظهرُ حكمتُهم أمام حكمتِي. سأُزيلُ من هذا العالَمِ ما يعتبرونه حكمة. إنَّها إحدى الأسباب الَّتِي تَجعلُنِي أستخدمُكِ، وأنقشُ عليكِ كلماتِي، كي أستطيعَ أَنْ أُنبئَ بِمخططي. أنا الرَّبّ، أنا هو، كنت وسأكون للأبد، ولا يعودُ لَكُم أَنْ تعتبرونِي غير موجود. أنا هو .
يا إلَهي الحبيب الَّذي أعبد، كم أرغبُ في أَنْ يكونَ مشروعُكَ لِهذه اللحظة، لليوم، أو للأسبوع المقبل!
سأُتَمِّم مُخطَّطي يا فاسولا، مثلما أتْمَمْتُ كلَّ ما باشرتُ به.
صغيرتي،
لِنصلِّ
:
يا أبـي الحـبيب، أُحبُّـكَ،
أُبـاركُــكَ، أشكرُكَ على رَحْمَتِـكَ،
اجعَلنـي جديرةً بـكَ،
كي تستطيعَ أَنْ تستخدمنــي كلّيــًا،
استَعملْنِي بِحسبِ رغبتك. أُحبُّكَ. آميـن.
محبوبتِي، أباركُكِ. انظري إلَيّ.
) نظرتُ إليه.)
إنّكَ تَبتَسم[17].
اكتبِي ذلك.
وعندما تَبتَسم، أَرى غمازاتِك.
أُحبُّكِ.
أحبُّكَ يا ربّ.
[1]
في الحقيقة، لزِمَ 13 سنة؛ لقد تمَّ إعلان الموافقة على رؤيا وعبادة فاطيما في
13 تشرين الأول 1930 ( المترجم ).
[2]
عندما قال يسوع هذا، كدت أموت بقدر ما كان ذلك جميلاً. فقط الله يستطيع أن
يتكلّم بِهذه الطريقة.
[3]
أنا معك: بادريْ بيّو.
[4]
بالكتابة.
[5]
في 31/أيار/1987.
[6]
كنت أتساءل إذا كان الخجل خطيئة.
[7]
ألكاهن في حركة التجدّد في الرّوح القدس. لقد نُقلَ إلى هنا مؤخَّرًا.
[8]
في صورة الكفن الأقدس.
[9]
أستطيع أن أشعرَ بقلبِ يسوع متَّقدًا ويفيض بالحبّ.
[10]
وكأنّ فكرة استوقفته فجأة، توقَّف ليُرينِي كاحلَيَّ موثقين بكاحليه.
[11]
بدا يسوع حزينا وهو يقول ذلك. لم يكن ألمي شيئا، بالنسبة لألمه. فنسيت ألمي
وأردت تعزية ألمه.
[12]
أجّل هذه السنة، عيد سيدة الوردية، المحدد في 7 تشرين الأول، إلى الأحد (
ألمترجم ).
[13]
هذا رمزي: دايفد والأب جايْمس، الواحد يُمثل الكنيسة الأنغليكانيّة والآخر
الكنيسة الكاثوليكية. يشكّل ذلك معي ثلاث كنائس: الأنغليكانية، الكاثوليكية
والأرثوذكسية.
[14]
هكذا يَظْهر يسوع "الضابط الكل" في الأيقونات: يُبارك بأصبعين ويده منخفضة،
السّبابة والأصبع الأوسط واقفين. سُئِلَتْ فاسولا عن هذا، فأكّدت أنَّها علامة
لِمنحِ البركة، لكنّها لم تفهم ذلك إلاّ لاحقًا
[15]
لقد تجاوزتني الأحداث إلى درجة جعلتني أنصح الله بما يجب عليه أن يفعل…
[16]
هل ستكون هذه العلامة، يومًا، في السَّماء.
[17]
تردّدتُ في كتابةِ ما تبقّى.
( ألمترجم ).